ضل راجل – لما تبقى الكلمة أقوى من السلاح

📖 رواية: ضل راجل
الفصل السابع – “رجل لرجل”
“الطريق طويل وساكت، أنوار الشارع بتلمع على الإسفلت، وكأنها بتعدّ على قلب ياسين دقة دقة.”
كان راكب تاكسي، سايب عنوان فيلا “شريف مدحت” في إيده، والملف الأزرق في الشنطة، وعينيه بصّة واحدة:
الانتقام… أو الحقيقة… أو الاتنين مع بعض.
🚪 المشهد الأول: بوابة الفيلا
وصل…
بوابة ضخمة، حراسة على الباب، وكل حاجة بتقول إن الراجل ده مش عادي.
حارس فتح له الباب، وكلمه بود مزيّف:
ــ “الأستاذ مستني حضرتك جوه، لوحدك زي ما طلب.”
دخل…
المكان فخم، هادي بطريقة غريبة.
رائحة عطر قوي، وسجادة سميكة، وهدوء… يخوف أكتر ما يريح.
لقاه قاعد في الصالون، لابس بدلة رمادية، وكأن مافيش حاجة في الدنيا ممكن تهز شعرة منه.
🧊 المشهد الثاني: الحوار السام
شريف مدحت:
ــ “ياسين… أخيرًا. أنا كنت متابعك من أول لحظة. ابن عبد العاطي، اللي فاكر نفسه بطل فيلم مصري.”
ياسين (بصوت هادي لكنه مرعب):
ــ “أنا ماشي في طريق دمك رسمه… بس هكمّله لآخره، حتى لو كنت آخر واحد فيه.”
شريف (ضحك بصوت ناعم):
ــ “شوف يا ياسين… أنا ممكن أخلص عليك في ٣ دقايق، ومحدش هيسأل فيك.
بس أنا راجل عملي… وبدور على حلول.”
ياسين:
ــ “لو بتقصد تشتري سكوتي… يبقى خليني أقولك إني غالي عليك قوي.”
شريف:
ــ “مش بشتري سكوتك… بشتري مستقبلك.
مرتب كبير، شقة في أي حتة، عقد عمل في الخليج، ملك تدخل مدرسة دولية… تنسى بس اللي حصل، وتبدأ من جديد.”
ياسين قام، ووقف قدامه، وحط عينيه في عينه وقال:
ــ “أنا هسيبلك حاجة، غير الفلوس…
العار.
عارك اللي هيمشي وراك في كل شارع، وفي كل شاشة، وفي كل ورقة.”
🧠 المشهد الثالث: الحقيقة المُرة
شريف وقف، قرب منه، ووشه بقى تقيل:
ــ “فاكر إنك لو طلّعت اللي معاك، البلد هتتهز؟
فاكر إنك أول واحد حاول؟
عبد العاطي، أبوك، عمل زيك… وكان فاكر إنه لو فضحني، الناس هتسقف له… مات بجلطة، والناس قالت: قضاء وقدر.
عادل المحامي؟ اختفى، والنيابة قالت: مسافر.”
شريف قرب أوي، وقال:
ــ “الدولة يا ياسين… فيها ناس فوقك وفوقي.
بس الفرق إن أنا عرفت أعيش معاهم، وأنت؟ لسه بتلعبها بالعافية.”
💼 المشهد الرابع: شريك شريف اللي ما كانش في الحسبان
وهو خارج من الفيلا، سمع صوت بيقول:
ــ “خليه يمشي دلوقتي… بس ما تسيبهوش في حاله.”
لفّ بسرعة، شاف شريف بيكلم راجل كان واقف في الركن…
وشه مألوف جدًا…
الراجل ده كان نائب في البرلمان، بيظهر في التلفزيون يتكلم عن “القيم” و”الشفافية”!
الاسم؟
رمزي جلال حماد.
ياسين رجّع الصورة القديمة في دماغه…
نفس الاسم اللي كان مكتوب في واحدة من أوراق الأرض المزورة في الملف الأزرق.
📸 المشهد الخامس: تسجيل سرّي
اللي ما يعرفهوش شريف، إن ياسين كان مسجّل الحوار كامل، بصوته الواضح، وتهديداته، وعرضه للفلوس.
وهو راجع التاكسي، فتح موبايله، وبعت التسجيل لأكرم، وقال له:
ــ “هننزل ده بكرة. ودي البداية بس.”
لكن أكرم كان صوته غريب في التليفون… مش مرتاح:
ــ “ياسين… في حاجة حصلت. ملك… اختفت.”
🧩 نهاية الفصل السابع
كل شيء اتغير في لحظة…
كان راجع منتصر من أول مواجهة، بس لقِي نفسه خسران حاجة أغلى من أي نصر.
ملك…
أخته، اللي عايش عشان يحميها، اختفت فجأة.
والملف، والتسجيل، والسوشيال ميديا… كلهم مالهمش قيمة، لو هي مش بأمان.
اكتشاف المزيد من ترند مصر
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.