ضل راجل – لما تبقى الكلمة أقوى من السلاح

ضل راجل – لما تبقى الكلمة أقوى من السلاح

📖 رواية: ضل راجل

الفصل العاشر – “ضل راجل”

“الناس بتمشي، والأيام بتجري، لكن في ناس… بيسيبوا علامة في كل خطوة بيمشوها.”

بعد ما الدنيا اتقلبت، وبعد ما شريف مدحت اتقبض عليه، وبعد ما رمزي جلال حماد اتفضح، وانسحب من البرلمان تحت ضغط الناس…
رجعت الشمس تطلع من جديد.

بس مش شمس عادية…
دي شمس دافية، طالعة من وش بنت صغيرة اسمها ملك، نايمة وهي حاضنة دبدوبها، ووشها مرتاح لأول مرة من شهور.


🌅 المشهد الأول: العرض المغري

بعد أسبوع من الزلزال اللي عمله ياسين، جاله اتصال من جهة كبيرة في الدولة.

قابله راجل لابس بدلة سودة، رسمي جدًا، وقال له:

ــ “اللي عملته مش قليل يا ياسين.
الناس كلها عرفت قصتك.
وفي ناس فوق حابة تكرمك… وتعرض عليك وظيفة في جهة محترمة، وتأمين، ومستقبل مضمون.”

ياسين سكت، وبص للراجل، وقال:

ــ “أنا مش ضد بلدي… أنا ضد اللي بيخونوها.
أنا موافق أشتغل… بس مش علشان أتكرم.
أنا موافق أشتغل علشان أخلي بنت زي أختي ما تخافش تاني وهي رايحة المدرسة.”

الراجل بص له بابتسامة بسيطة، ومد له ورقة:

ــ “دي بداية جديدة… بس إنت اللي تختار.”


🧳 المشهد الثاني: بين السفر والبقاء

نهى – الصحفية، كانت بتوضّب شنطتها… هتسافر تشتغل برا، بعد ما اتحرقت كل كروتها في البلد.

قالت له:

ــ “تعالى معايا، إنت وملك.
برا في ناس هتقدّرك، وهتعيش مرتاح.”

بس ياسين ابتسم وقال:

ــ “أنا عشت سنين بداري ورا الحيطان.
دلوقتي لما بقت ضلّي واقف… مش هسافر وأسيبه.
بلدي دي مش بتاعتهم… دي بتاعتي أنا وملك واللي شبهنا.
هنفضل، ونبني، ولو حتى بالطوبة.”

نهى سكتت، ودمعة نزلت من عينها:

ــ “يا ضل راجل… ربنا يثبتك.”


🏚️ المشهد الثالث: في قلب الحارة

رجع ياسين بيته القديم… نفس الباب، نفس السلم اللي اتكعبل عليه ألف مرة، نفس الجيران، نفس “قهوة متولي”.

بس الناس بقت تبص له بنظرة تانية.
احترام.
انبهار.
وفخر.

العيال بقت تقول:
ــ “ده ياسين… اللي وقع شريف مدحت! راجل جدع بجد!”

هو يضحك، ويقول:
ــ “أنا بس كنت عايز أختي ما تبكيش تاني… كل الباقي جِه لوحده.”


✏️ المشهد الرابع: زيارة لمدفن الأب والأم

ياسين خد ملك، وراح المقابر.
قعد قدام القبر، ومسك إيدها الصغيرة.

ــ “يا بابا… يا ماما…
مكنتش أعرف هقدر أكمّل بعدكم.
بس لو روحي كانت التمن… كنت دفعتها تاني وتالت عشان ملك تضحك.
أنتوا كنتوا ضلّي… ولما اختفيتوا، كنت لازم أبقى أنا الضل.”

ملك حضنته، وقالت:

ــ “أنا دلوقتي ما بخافش… علشان إنت هنا.”


📚 مشهد النهاية

بعد سنة
ملك واقفة على مسرح المدرسة، بتاخد جايزة التلميذة المثالية.

المُدرسة بتقول قدام الناس:

ــ “الطالبة ملك عبد العاطي… مش بس شاطرة، دي بنت راجل… راجل حمى الحقيقة، وربّى على الجدعنة.”

في الجمهور، ياسين قاعد، لابس قميص بسيط، بيصفّق، ووشه هادي، بس عينه بتلمع بدمعة مخفية.

جنبُه، واحدة ست كبيرة قالت:

ــ “إنت أبوها؟”

ابتسم وقال:

ــ “أنا أخوها… بس أبوها كمان، وأمها، وضهرها… وكل اللي فاضل من الدنيا.”


✨ السطر الأخير:

“في بلاد بتتبني بالطوب، وبلاد بتتبني بالحلم…
بس اللي بيحميهم هما الرجالة… الرجالة الحقيقيين.
ويمكن ما يكونش ليهم جناح…
لكن طول ما في وشهم نور…
يفضلوا ضِلّ…
ضل راجل.


🎬 النهاية.


اكتشاف المزيد من ترند مصر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك رد