ضل راجل – لما تبقى الكلمة أقوى من السلاح

📖 رواية: ضل راجل
الفصل الأول – “الغياب”
الليل نازل تقيل فوق الحارة، والعتمة باينة على الوجوه قبل البيوت. صوت الكلاب في آخر الشارع بيزيد، والريحة طالعة من عربية الفول اللي لسه مشتعلة، رغم إن الساعة عدت 11 بليل.
كان ياسين راجع من شغله، تعبان، هدومه متبهدلة، ووشه عليه تراب.
النهار كله قضاه في الورشة بيشيل ويكبّر ويدهن، عشان في الآخر ياخد 120 جنيه ما يسدوش عزومة كشري.
وصل عند باب العمارة، وهو بيطلع السلم، سمع صوت بكا… خفيف، متكتم، زي همس.
رفع عينه…
كانت “ملك” قاعدة على الأرض، ضامة ركبها، وعينيها كلها دموع.
ــ “ملك! مالك يا حبيبتي؟ في إيه؟”
ما ردتش.
قامت بسرعة وجريت عليه، حضنته كأنها بتحتمي بيه من الدنيا.
ــ “هو إحنا خلاص بقينا لوحدنا؟”
وقف لحظة، قلبه وقع.
ــ “بتقولي إيه؟ هو في إيه؟!”
جاية من وراها صوت بنت الجيران، “سماح”، وهي بتجري من تحت:
ــ “يا ياسين! تعالا بسرعة، في حادثة حصلت عند كوبري المؤسسة… أبوك وأمك كانوا راكبين تاكسي!”
الدنيا سكتت.
زي حد فجأة ضربه طلق نار، لكن بدون صوت.
كل حاجة حوالينه اتشالت من تحت رجليه.
🚪 اليوم التاني – البيت فاضي
الصبح دخل البيت زي الغريب.
الحيطان ساكتة، الكراسي مش في مكانها، والصورة الكبيرة بتاعت العيلة باينة على الحيطة… باهتة، شبه الحلم اللي بيصحى الواحد منه مفزوع.
ملك نايمة على الكنبة، لابسة لبس المدرسة، رغم إنها مش رايحة مدرسة تاني يوم.
دخل المطبخ، فتح الحنفية، الميه نازلة ضعيفة كأنها حزينة زيه.
مسح وشه، وبص في المراية الصغيرة اللي فوق الحوض.
وشه كان تعبان، وعينيه مورمة من البكا.
ــ “خلاص يا ياسين… انت الراجل دلوقتي… ملك دي بنتك، مش أختك.”
🛠️ أول يوم شغل جديد
بعد تلات أيام، قرر ينزل يدور على شغل.
العزا كان بسيط، والناس مشيوا بسرعة. ما حدش بقى بيسأل عنهم.
راح للورشة اللي كان بيشتغل فيها زمان قبل ما يكمل ثانوية عامة.
شافه المعلم “رمضان”، وقاله:
ــ “رجعت يا ياسين؟”
ــ “آه يا معلم… الدنيا لفت بيا.”
ــ “أهلاً بيك… الشغل موجود، بس الفلوس قليلة.”
ــ “أنا مش فارق معايا الفلوس، أهم حاجة أشتغل.”
🌃 نهاية اليوم – وعد داخلي
رجع على البيت بعد يوم طويل.
لقى ملك قاعدة، ساكتة، ماسكة رسمة في إيدها.
ــ “إيه ده؟ دي رسمة جديدة؟”
بص فيها…
رسمة لراجل غريب، لابس بدلة، ومعاه عربية سودا شيك جدًا، ووشه مش واضح، بس في سيجارة طالعة من بقه.
سألها:
ــ “ده مين يا ملك؟”
قالت وهي بتهمس:
ــ “ده الراجل اللي شُفته… يوم الحادثة.”
اكتشاف المزيد من ترند مصر
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.