ضل راجل – لما تبقى الكلمة أقوى من السلاح

ضل راجل – لما تبقى الكلمة أقوى من السلاح

📖 رواية: ضل راجل

الفصل الثاني – “الراجل في الرسمة”

البيت ساكن، والمطر بدأ يخبط على الشبابيك بشويش كأنه بيخبط على جرح مفتوح.
ياسين قاعد على طرف الكنبة، شايل الرسمة في إيده، والوش فيها مش واضح، بس الملامح بتقول حاجات كتير… الغموض، القوة، الخطر.

ملك كانت قاعدة قدامه، رجليها مضمومة تحتها، عينيها في الأرض، وصوتها واطي جدًا.

ــ “الراجل ده كان واقف هناك… عند العربية اللي خبطت بابا وماما.”

رفع راسه بسرعة، قلبه وقع:

ــ “إنتي متأكدة يا ملك؟!”

هزّت راسها:
ــ “أنا كنت ماشية وراهم… بعيد شوية. هو كان واقف على الرصيف، مسنود على عربيته، ولما شاف العربية داخلة في التاكسي… ضحك.”


🎞️ استرجاع: اللي حصل يوم الحادث

ملك بتحكي:

كانت ماشية ورا بابا وماما وهي راجعة من الدرس، على بعد خطوات منهم، قرب كوبري المؤسسة.
التاكسي وقف، وهم ركبوا… وهي كانت بتجري تلحقهم.

لكن قبل ما توصل… سمعت صوت فرامل عالي جدًا، وصوت خبط، وبعدين سكوت.

واللي شافته بعدها، محفور في دماغها:

راجل طويل، لابس بدلة غالية، واقف جنب عربية سودا لامعة.
كان بيشرب سيجارة، ومش بيجري زي باقي الناس…
بالعكس، كان ثابت، وبيضحك.


⏳ اللحظة بعد الحكاية

ياسين وقف، دم في عروقه بيغلي، مسك دماغه بإيده.

ــ “يعني إيه ضحك؟! يعني كان قاصد؟!”

ملك سكتت، وبصت له بخوف:

ــ “أنا ما قولتش لحد… كنت خايفة يقولوا إني بكدب. بس هو كان هناك.”

رجع يبص في الرسمة، ملامح الراجل، البدلة، العربية، السيجارة.

قال في سره:
“الراجل ده مش غريب… شُفته في حتة قبل كده.”


💼 ثاني يوم – بداية البحث

ياسين أخد الرسمة، وراح لواحد صاحبه زمان من الشارع، اسمه “نادر”، كان شغال في ورشة، بس بيحب النت والموبايلات وبيفهم في كل حاجة عن الصور والفيديوهات.

قعدوا في قهوة على ناصية الشارع، القهوة القديمة اللي لمّت كل ولاد الحي على مدار سنين.

ــ ياسين: “بص نادر، البت ملك رسمت ده… وبتقول إنه كان واقف يوم الحادثة.”
ــ نادر (بياخد الرسمة ويبص فيها): “ياااه، دي رسمة شغل جامد دي… الراجل ده شبه واحد أنا شفته في فيديوهات على فيسبوك. مستشار أو رجل أعمال… مش فاكر اسمه.”

قعد يدور في الموبايل شوية، وبعد ربع ساعة…

ــ “أهو! هو! شوف!”

فتح صورة لراجل معروف… اسمه “شريف مدحت” – رجل أعمال، عنده مشروعات كبيرة، ووشه في كل إعلانات الجمعيات الخيرية.

بس كان هو بالضبط…
نفس الوش، نفس السيجارة، نفس الملامح الباردة.


📉 ياسين بيغرق أعمق

رجع البيت، وهو بيعدي في الشارع حس إن حد بيراقبه.
واحد قاعد في عربية قديمة، بيشرب شاي، بس عينه مش بتسيبه.

ياسين بدأ يحس إن كل حاجة حواليه مش طبيعية.

في البيت، دخل الأوضة، قفل الباب، بص لملك وهي نايمة، وقال في سره:

“أنا مش هسكت… لو هو اللي عمل كده، هدفعه التمن، حتى لو حياتي كلها راحت في السكة دي.”


🧩 نهاية الفصل الثاني

الليلة دي، ياسين حلم بأهله.

أبوه كان بيبص له من بعيد، ساكت… بس عينيه فيها رجاء.
وصوت في الحلم قال له:
ــ “حافظ على أختك… الحق جاي، بس إوعى تمشي لوحدك.”


اكتشاف المزيد من ترند مصر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك رد