ضل راجل – لما تبقى الكلمة أقوى من السلاح

ضل راجل – لما تبقى الكلمة أقوى من السلاح

📖 رواية: ضل راجل

الفصل الثالث – “نقطة سودا في الصورة”

من ساعة ما عرف إن الراجل اللي في الرسمة اسمه شريف مدحت، وياسين مش بينام.
دماغه شغالة ٢٤ ساعة، وكل لحظة بيعدي فيها سؤال جديد:
هو كان هناك ليه؟
هل الحادثة مدبّرة؟
لو ده صحيح… ليه؟ وليه أبويا وأمي؟

بس الأصعب من كل ده…

إزاي أجيب حقهم وأنا مجرد عامل بسيط في حي شعبي؟


🧃 المشهد الأول: في القهوة – أول تهديد

الساعة كانت ٧ الصبح.
الحي لسه بيصحى، وصوت البياعين في السوق بدأ يعلي.

ياسين نازل يودّي ملك المدرسة، وبعدها راح على قهوة “الحاج متولي” عشان ياخد نفسه قبل ما يبدأ شغل.

قعد، طلب شاي، وفجأة دخل عليه راجل غريب.

لابس قميص أبيض مكوي، نضيف أكتر من اللازم على قهوة زي دي.
قعد قدامه من غير استئذان، ووشه مش مريح.

ــ الراجل: “اسمك ياسين عبد العاطي، صح؟”

ــ ياسين (مستغرب): “أيوه… حضرتك مين؟”

ــ الراجل: “اعتبرني ناصح… لو عايز تعيش، إبعد عن حاجات مش بتاعتك. الرسومات والأسماء اللي بتدور وراها… بتجيب وجع قلب.”

ــ ياسين (بيشد نفسه): “إنت مين؟! بتتكلم عن إيه؟”

ــ الراجل (بهدوء): “خليك في شغلك، وربّي أختك… وخلي الحكاية تموت زي ما ماتوا.”

قام وسابه، وكأنه ما كانش موجود.


🏚️ المشهد الثاني: جلسة مع مدام نوال

رجع ياسين البيت، وعينيه مش بتفارق ملك.
البنت بقت ساكتة أكتر، وبدأت تشخبط رسومات تانية غريبة.

دخلت عليهم مدام نوال، جارته من زمان، ست كبيرة، أرملة، كانت صاحبة أمه.

ــ مدام نوال: “يا ابني، ملك شكلها مش طبيعية… محتاجة تتكلم.”
ــ ياسين: “هي شايفة كوابيس كل يوم. وأنا مش عارف أعمل إيه.”

مدام نوال سكتت لحظة، وبعدين قالت له جملة غيّرت كل حاجة:

ــ “أبوك زمان كان شغّال في شركة مقاولات… تبع واحد اسمه شريف برضه.”
ــ ياسين: “نعم؟ شريف مدحت؟!”

ــ “ماعرفش الاسم الكامل… بس فاكرة كويس إنه ساب الشغل فجأة، وقال لأمك إنه شاف حاجة خلت ضميره ما يرضاش يكمل.”


🔍 المشهد الثالث: البحث عن الصحفي

فكرة جديدة خبطت في دماغه…

لو في صحفي يقدر يوصل لحقيقة شريف مدحت… لازم يقابله.

افتكر إنه كان في واحد زمان بيسكن في أول الحارة، اسمه “أكرم”، صحفي تحقيقات، لكن محدش بيسمع عنه كتير دلوقتي.

راح له بعد الشغل، خبط على بابه، فتح له راجل أصلع، لابس بيجامة.

ــ “أكرم بيه؟ أنا اسمي ياسين… جار قديم من الحارة. محتاج أتكلم مع حضرتك في موضوع مهم جدًا… خطر.”

أكرم بص له وسكّن نظرته لحظة، كأنه بيفكر:

ــ “ادخل.”


🗣️ المشهد الرابع: أول خيط حقيقي

ياسين حكى كل حاجة… الرسمة، الحادثة، التهديد، اسم شريف.

أكرم قعد ساكت، وبعدين قال:

ــ “شريف مدحت ده إسم تقيل… وملفاته كلها مربوطة بحاجات وسخة: تهريب أراضي، رشوة، مشروعات فاشلة، ناس اختفت فجأة.”

ــ ياسين: “بس أنا معنديش دليل… عندي بس كلام أختي ورسمة!”

ــ أكرم: “أهو هنا نبدأ… بس لازم تكون عارف، الناس دي ما بتهزرش. لو قررت تكمل، إوعى تسيب خطوة من غير ما نحمي ضهرك.”


💔 المشهد الخامس: ملك بتحكي أكتر

الليل دخل، والدنيا بردت شوية.
ملك نايمة جنب ياسين، بتكلم نفسها في الحلم، بتحرك إيديها، وبتهمس:

ــ “قالّي اسكتي… قالّي مش عايزين مشاكل يا عروسة…”

ياسين صحى على الكلام ده، قام مفزوع، حضنها، وقال:

ــ “مين اللي قالك كده؟! مين ده؟!”

البنت فتحت عينيها بالعافية، وقالت:

ــ “الراجل… اللي كان مع بابا قبل كده… مش أول مرة أشوفه…”


🧩 نهاية الفصل الثالث

الصورة بدأت تتضح أكتر…
اللي حصل مش حادثة… ومش صدفة.

وفيه احتمال كبير إن أبو ياسين كان عارف أسرار عن شريف، وأخذ قرار يبعد… بس التمن كان غالي.

ياسين دلوقتي قدامه طريقين:

  • يسكت ويكمل في حاله…
  • أو يكمل في السكة اللي ممكن تضيعه.

اكتشاف المزيد من ترند مصر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك رد