ضل راجل – لما تبقى الكلمة أقوى من السلاح

📖 رواية: ضل راجل
الفصل الرابع – “حبل الخوف بيقصر”
الصبح بدري، الجو مكفهر، والشمس مش طالعة كاملة.
الشارع فاضي إلا من كام طفل بيجروا على المدرسة، وسيدة بتكنس قدام البيت، وعربية فيها اتنين شباب واقفين من بعيد… عينهم على العمارة.
🎒 المشهد الأول: التهديد بيقرب من ملك
ياسين صحي بدري، حضّر ملك للمدرسة بنفسه، لبّسها، وربط لها شعرها.
ــ “يلا يا حبيبتي… النهاردة أنا اللي هوصلك لغاية باب المدرسة.”
ــ “ليه؟”
ــ “عشان مشتاق أمشي جنبك، ما هو أنا اتوحشتك يا أختي.”
ضحكت، ونزلوا سوا.
لكن قبل ما يوصلوا باب المدرسة، فيه بنت صغيرة من صحاب ملك جريت عليهم وقالت وهي مرعوبة:
ــ “يا ملك! في واحد كان واقف ورا المدرسة، وقاللي أقولك ما تحكيش لحد عن أي حاجة شفتيها… وإلا هياخدوك زي ما خدوا باباكي ومامتك!”
ملك وقفت مكانها، جسمها اتشل من الخوف.
ياسين عينه ولعت نار، وشاف من بعيد راجل بيركب توكتوك ويجري.
مسك البنت وقال لها:
ــ “هو كان لابس إيه؟”
ــ “جاكيت سُود، وعليه علامة حمرا على الكتف، وكان بيكلم في موبايل كتير.”
🧠 المشهد الثاني: شكوك بتزيد
رجع ياسين من المدرسة، ودمه بيغلي.
دخل البيت، قلبه مشغول، راح للأوضة، وفتح الدرج اللي فيه حاجات أبوه القديمة.
لقى دفتر قديم… مش بتاع شغل، لكن فيه ورق متبهدل وملاحظات بخط اليد:
“ملف التراخيص فيه تلاعب. مكتب شريف مدحت طلب مني أمضي عليه. مش مرتاح. لازم أتكلم مع أي حد من الصحافة أو أوصل معلومة للمحامي عادل عبدالمقصود.”
الاسم ده ضرب في دماغه: عادل عبدالمقصود؟
مين ده؟ محامي؟ طب ليه أبويا ما كملش معاه؟
🗞️ المشهد الثالث: الصحفي أكرم بيبدأ الحفر
راح ياسين على طول للصحفي أكرم، وورّاه الدفتر.
أكرم قلب الورق كأنه لقى كنز.
ــ “دي أول ورقة فيها ربط مباشر بين أبوك وشريف مدحت. عادل عبدالمقصود ده كان محامي معروف جدًا، لكن من سنتين اختفى من الساحة بعد حادثة مريبة.”
ــ ياسين: “اختفى؟! يعني مات؟”
ــ “مش معروف… بس آخر شغل كان في نفس الشركة اللي اشتغل فيها أبوك. واضح إنهم الاتنين وصلوا لنفس الحقيقة… بس معرفوش يكملوا.”
🕶️ المشهد الرابع: مواجهة جسدية لأول مرة
في الليل، ياسين نزل يشتري عيش ولبن.
وهو راجع، اتنين شبان لابسين جواكيت سودا مشيوا وراه في شارع ضلمة.
أول ما قرب من باب البيت، سمع صوت وراه:
ــ “ياسين… ياسين عبد العاطي؟”
لف، ولقى واحد منهم ماسك عصاية حديد، والتاني بيقفل عليه الطريق.
ــ “انت بتسأل كتير قوي اليومين دول… ومش كل الناس بتحب الفضول.”
ضربه أول واحد على كتفه، وياسين وقع على الأرض.
لكن قبل ما يكملوا عليه، طلع صوت من العمارة:
ــ “سيبوه! الحتة هنا فيها ناس… حد بلغ البوليس.”
الشباب جريوا واختفوا، وياسين وقف وهو بيترنّح… دم نازل من دماغه، بس عينه فيها حاجة جديدة: غضب ما يعرفش يبرد.
📸 المشهد الخامس: رسالة على الباب
في اليوم اللي بعده، وهو نازل الصبح، لقى ظرف أبيض متعلّق في باب الشقة.
فتح الظرف…
جواه صورة.
في الصورة:
ملك خارجة من المدرسة، وفي الخلفية راجل واقف عند العربية… نفس العربية اللي مرسومة، ونفس الراجل.
وفي آخر الصورة، بخط مطبوع:
“سيب اللي في دماغك… أو نخلي الصورة دي تبقى آخر حاجة تشوفها.”
🧩 نهاية الفصل الرابع
التهديدات ما بقتش بالكلام… بقت بالصورة.
واللي بيواجههم مش بلطجية، دول ناس بيتحركوا بهدوء وبأسلوب نظيف… لكن قاتل.
ياسين بيشد نفسُه، بيحط الضمادة على كتفه، ويبص في مراية الحمام ويقول:
ــ “خلاص… الحرب بدأت.
بس أنا ما بخافش… ولو حتى آخرها موت، مش هسيب أختي، ولا حق أبويا وأمي.”
اكتشاف المزيد من ترند مصر
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.