ضل راجل – لما تبقى الكلمة أقوى من السلاح

ضل راجل – لما تبقى الكلمة أقوى من السلاح

📖 رواية: ضل راجل

الفصل الخامس – “المحامي اللي اختفى”

الليل هادي جدًا… لدرجة مرعبة.
كل الأصوات في الحارة اختفت. كأن الزمن واقف، مستني يحصل حاجة.

في بيت ياسين، الساعة قربت 2 بعد نص الليل، وهو قاعد على الأرض، قدامه صورة ملك، والصورة اللي اتبعتت له في الظرف… وعينيه مش بتتحرك من عليها.


🕯️ المشهد الأول: الليلة اللي البيت فيها مابيتنمش

ملك كانت نايمة في الأوضة التانية، بس نوم متقطع، كل شوية تصحى تصرخ، وتقول:

ــ “هو هنا! هو واقف هناك! ورا الشباك!”

ياسين يدخل يجري، يحضنها، ويمسح عرقها.

ــ “أنا هنا يا حبيبتي، ما تخافيش… طول ما أنا جنبك، ولا شعرة هتقع منك.”

لكن الحقيقة؟
ياسين نفسه بيترعب.
من إمتى الناس العادية بتتجسس، وبتصور بنته، وبتبعتهاله في ظرف على الباب؟
مين يقدر يعمل كده؟ إلا لو…

“فيه جهة أكبر من مجرد شريف مدحت، يمكن شبكة كاملة…”


🔍 المشهد الثاني: زيارة لعيلة المحامي المختفي

تاني يوم الصبح، راح ياسين لأكرم:

ــ “أنا لازم أعرف الراجل ده، عادل عبدالمقصود… كان فين آخر مرة؟ بيته؟ أهله؟”

أكرم طلّع من شنطته ورقة مطبوعة:

ــ “لقيت عنوان بيته القديم، في دار السلام… مراته لسه هناك، بس محدش شاف عادل من سنتين.”

ياسين شد نفسه، وركب المترو.

— دار السلام —

بيت صغير، شكله متآكل، باب خشب باهت، فيه آثار قفل قديم.

خبط.
طلعت له ست كبيرة، عيونها منهكة، شعرها فيه خصل بيضا.

ــ “حضرتك مرات أستاذ عادل عبدالمقصود؟”

ــ “أيوه… حضرتك مين؟”

ــ “أنا ياسين، ابن عبد العاطي… أبويا كان شغال مع جوزك في نفس الشركة، وأنا بدوّر ورا موضوع يخصه… لو ممكن تساعديني.”


🧠 المشهد الثالث: أسرار مراته

الست دخّلته، قعد قدامها في أوضة مليانة تراب وذكريات.

ــ “عادل كان طيب… ومخلص في شغله. بس من يوم ما بدأ يدور ورا ملفات فيها اسم شريف مدحت، وهو حياته اتشقلبت.”

ــ “إزاي؟”

ــ “كان بيرجع كل يوم خايف، متوتر… وبعدين في يوم، قال لي إنه مسافر، وحيبعتلي عنوانه بعد يومين. من ساعتها؟ اختفى.”

ــ “بلغتي البوليس؟”

ــ “بلغت، بس قالولي يمكن سافر بمزاجه. بس أنا حاسة إنه اتصفّى… عشان كان معاه ورق مهم، كان مخبيه في ملف أزرق.”

ياسين: “الملف ده فين؟”

قامت، فتحت الدولاب، وطلعت صندوق خشب قديم.
فتحه، ولقي فيه ظرف كبير مكتوب عليه:

“في حالة غيابي… سلّموا الورق ده للصحفي أكرم عمران أو للمحامي العام.”

جواه أوراق، فيها عقود ومراسلات، بينهم ورقة فيها توقيع شريف مدحت…
وتحته: طلب تعديل بيانات قطعة أرض وتغيير المالك باسم (شركة صُروح الحديثة)
— نفس القطعة اللي اتبنى عليها مول شهير في منطقة النزهة.


💥 المشهد الرابع: محاولة اقتحام

في نفس الليلة، حوالي الساعة 3 الفجر…

ياسين بيصحى على صوت “ملك” بتصرخ:
ــ “فيه حد في البلكونة!”

قام يجري، مسك عصاية الخشب اللي تحت السرير، وفتح الباب…

لقى شباك البلكونة مفتوح، والسلك مقطوع.

بص بسرعة، لمح شبح حد بيجري على سطح العمارة اللي جنبهم.
لسه كان هينزل وراه، لكنه رجع… ملك كانت مرعوبة، وإيده كانت بترتعش.

لقى ورقة على الأرض في الصالة:

“آخر مرة بنقولها… ملك لازم تسكت، وإنت لازم تبطل تلعب دور البطل.”


📸 المشهد الخامس: ظهور صديق قديم لأبوه

تاني يوم، بيخبط حد على باب بيت ياسين.
راجل كبير، لابس بدلة رمادي، له كاريزما غريبة، وصوته هادي.

ــ “إنت ياسين؟ ابن عبد العاطي؟”

ــ “أيوه… حضرتك؟”

ــ “أنا ماهر القاضي… كنت صاحبه في الشغل. كنا زي الإخوات. سبت الشغل قبل الحادثة بسنة.”

ــ “إنت عارف حصل إيه لأبويا؟”

ماهر طأطأ راسه وقال:

ــ “عارف… وكلنا كنا ساكتين. عبد العاطي كان ناوي يكشف عملية تزوير أراضي كبيرة، كان معاه ورق… بس شريف مدحت كان أسرع.”

ــ “يعني شريف هو اللي وراه؟”

ــ “هو وأكتر من كده. في شبكة كاملة وراه… محامين، رجال شرطة، موظفين، إعلاميين… لو ناوي تكمّل، هتواجههم كلهم.”


🧩 نهاية الفصل الخامس

الملف بقى في إيد ياسين، وصاحب أبوه ظهر وقال له الحقيقة.
بس الحقيقة الأهم؟
إن ياسين دخل حرب مع مؤسسة كاملة… مش مجرد شخص.

ملك، رغم صغر سنها، بقت جزء من المعركة، ووجودها بقى الخيط الوحيد الباقي اللي ممكن يثبت الحقيقة.


اكتشاف المزيد من ترند مصر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك رد