شباك في الحي

الفصل الثامن: التسجيل
كان في ورقة صغيرة مرمية جوه الكراسة، بين صفحتين ندى ما فتحتهمش من مدة.
شكل الورقة مش غريب…
بس السماعة اللي ملفوفة حواليها، هي اللي كانت مختلفة.
سما كانت دايمًا بتحب تحتفظ بحاجات صغيرة وسط الورق.
قصاصات، صور، أرقام تلفونات، ومرات تبقى حتى بس كلمات غريبة هي بس اللي تفهمها.
لكن دي؟
دي كانت سماعة موبايل قديمة… ومعاها فلاش صغير.
ندى قلبها خبط،
فتحت اللابتوب القديم اللي عندها، وركبت الفلاش.
جوا كان فيه فولدر واحد اسمه:
“ما تتفرجيش بس.”
فتحت الملف،
وكان فيه تسجيل صوتي…
صوت سما، بصوتها اللي وحشته جدًا.
“لو إنتي بتسمعي ده، يبقى أنا غالبًا مش موجودة…”
“ندى، أنا كنت سايبة الحكاية تمشي، وكنت بحاول أصدق إن كل حاجة تمام… بس في ليلة، وأنا طالعة من الشارع، شفت الراجل اللي بيروّح لرغدة، بيكلم حد في عربية، وبيقول: “البنت اللي فوق شافتنا.”
وهو كان بيبص على شباكك، ندى.”
“وأنا… أنا دخلت فضولي يتغلب عليا، وسجلت مكالمة تانية له، من عند فرن العيش، كان بيقول إنه لازم يخلّي ندى تبعد.”
“أنا مش عارفة هما مين، ولا بيعملوا إيه، بس اللي متأكدة منه… إن في مصيبة كبيرة، وإنك بقيتي جوّاها.”
“لو حصللي حاجة، ما تسكتيش.
وما تكتبيش بس.
افتحي الشباك وانزلي…
واجري ورا الحقيقة.”
“أنا بحبك… وكنت دايمًا بغير من شجاعتك اللي عمرك ما شفتيها.”
ندى فضلت سكتة دقايق طويلة.
ولا حتى دموع.
كانت ساكتة بس.
سما ما اختفتش. سما اتسحبت.
والناس اللي في الحي… منهم اللي عارف وساكت، ومنهم اللي بيمثّل إنه ما شافش حاجة.
الحي اللي كانت ندى شايفاه “عالم صغير مليان حواديت”،
اتحول لساحة خطر.
ندى فتحت الكراسة، وبخط كبير كتبت:
“أنا ما بقيتش فرّاجة.
وما بقاش عندي رفاهية المراقبة.
في تسجيل… وفي تهديد… وفي اختفاء.
وسما، اللي كانت دايمًا بتخاف عليّا…
سابتلي مفاتيح النهاية.”
والصوت الداخلي جواها قالها:
“انزلي، ودوّري على الراجل اللي بيروّح لرغدة.”
“المرة دي… مش عشان تكتبي،
لكن عشان تنقذي.”
اكتشاف المزيد من ترند مصر
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.