شباك في الحي

الفصل التاسع: ندى في وش العاصفة
الليل نزل على الحارة،
بس في صدر ندى، النهار كان لسه مولع.
التسجيل شغّال في دماغها كأن صوت سما بيهمس جنب ودنها:
“افتحي الشباك وانزلي… واجري ورا الحقيقة.”
ندى لبست أسرع من أي مرة،
لفت الطرحة حوالين وشها، نازلة من غير تفكير…
مش عشان تتفرج،
المرة دي نازلة تواجه.
أول خطوة؟ تروح لرغدة.
دقت على بابها، ما حدش رد.
دقت تاني…
بس الباب مفتوح من غير قفل.
قلبها اتشد…
دخلت بحذر، تنادي:
– “رغدة؟… رغدة!”
الصالة فاضية، نور خافت جاي من الأوضة اللي على الشمال.
خطت ندى خطوتين،
ولقت رغدة قاعدة على الأرض، بتعيط…
بصّت لها، وعينيها حمرا كأنها بقالها ساعات في عياط مش بينتهي.
ندى قربت وسألتها بهدوء:
– “هو مين الراجل ده؟
اللي بييجي لك كل يوم؟
واللي سما كانت شاكّة فيه؟”
رغدة مسحت دموعها، وقالت جملة كأنها قنبلة:
“ده مش راجل بييجيلي… ده جوزي.”
ندى اتفاجئت.
جوزها؟
بس الناس كلها فاكرة إنها لوحدها!
– “بس… بس انتي بتقولي دايمًا إنك مطلقة!”
– “ده اللي عايزة الناس تصدقه.”
رغدة قامت، وبدأت تحكي:
“أنا هربت من جوزي من ٣ سنين… كان بيشتغل في تجارة مش نظيفة،
وكنت خايفة على نفسي.جيت الحي ده، حاولت أبدأ من جديد.
بس هو لقاني، وابتزني…
كان بييجي يهددني، ياخد فلوس، يقوللي:
لو فتحتِ بقك، أخليكي مجنونة في عين الدنيا.”
“سما عرفت… من غير ما أقول.
قالتلي: سيبيه أنا هتكلم.
بعدها اختفت.
وأنا… أنا سكت.”
ندى دمها غلي.
– “يعني سما اختفت عشان كانت بتحاول تحميك؟!”
رغدة هزت راسها، وقالت:
– “آه.”
– “ومازن؟!”
– “مازن كان بيحاول يوصلي ورقة من سما، بس جوزي شافه، وافتكر إنه بيراقبه، فبلغ عنه.”
ندى حست إن كل الحكايات اللي كانت مفككة…
بقت خيوط واضحة، كلها مربوطة بشخص واحد.
ندى طلعت التسجيل من جيبها، وقالت:
– “أنا معايا دليل، وهوديه للضابط اللي جه قبل كده.
أنا مش هسكت.
مش بعد ما سما اختفت…
ومش بعد ما انتِ اتدمرتي سنين في سكوت.”
رغدة قالت بصوت مهزوز:
– “هيشوفك… هيأذيك زي ما أذاني.”
ندى ردت بنبرة كلها نار:
– “يمكن.
بس المرة دي… مش هيسكتني شباك،
ولا كراسة،
ولا خوف.”
طلعت من عند رغدة،
والهوى اللي كان بيضرب في وشها مش برد…
كان عاصفة.
العاصفة اللي جوّاها.
واللي خلاص…
بقت وش في وش مع العدو الحقيقي.
اكتشاف المزيد من ترند مصر
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.