شباك في الحي

الفصل الثاني: رغدة والراجل اللي بييجي بالليل
ندى ما كانتش بتحب تتكلم عن رغدة قدام أمها.
مش لأنها بتحبها، ولا لأنها خايفة منها… لأ، بس عشان الكلام عنها دايمًا يجيب وجع دماغ.
كل مرة يجي سيرة رغدة، تبدأ الستات في الحي يهمسوا لبعض، والرجالة تبتسم ابتسامة لها معنى.
بس ندى كانت شايفة الموضوع غير كده.
رغدة ساكنة في الشقة اللي تحتهم من يوم ما جت الحارة من سنتين.
بنت في أوائل التلاتينات، شعرها دايمًا مربوط، وعينيها متكحلة حتى وهي نازلة تجيب عيش.
ما بتسلمش على حد، وما بتدخلش في سيرة حد، ولا حتى بتفتح شباكها.
بس في كل يوم… بييجي راجل في نفس المعاد، بعد العشا، يطلع عندها ويقعد شوية ويمشي.
والحي بقى حافظ مواعيده أكتر من مواعيد الفجر.
النهارده، الراجل ده نزل الصبح.
واللي نزل معاه راجل تاني… لابس بدلة وشكله رسمي.
وقفوا قدام باب العمارة، خبطوا، وبعد دقايق نزلت رغدة… لابسة إسدال وبص على وشها كأنها ما نِمِتش.
ندى كانت واقفة ورا الستارة، عينيها ما بتطرفش.
ما قدرتش تسمع اللي بيتقال، بس شافت إيد الراجل وهو بيطلع ورق من الشنطة…
ورق كتير…
ورغدة بتقرا ووشها بيتبدل، من البهدلة للصدمة، من الصدمة للعصبية.
وفجأة… بصّت على الشباك اللي ندى واقفة وراه.
نظرة مباشرة.
ندى اتحركت بسرعة ورا الستارة، قلبها بيدق.
“هي شافتني؟”
رجعت تبص تاني بعد لحظة، بس كانت رغدة والراجلين مشيوا.
الباب اتقفل، والشمس كانت خلاص طلعت على الحي كله…
بس ندى حست إن الضلمة لسه في الشارع.
قعدت على طرف السرير، ومسكت الكراسة بتاعتها، وكتبت:
“رغدة نزلت وشها تعبان.
الراجل اللي بييجي كل ليلة، نزل النهاردة الصبح.
معاه ورق… ومرة تانية، الحي شايف وساكت.
بس السؤال… هي بتخاف من إيه؟ ولا مين؟”
بعد نص ساعة، الحي رجع طبيعي،
أم شادي بتزعق، عم حنفي بيفرد عربية الفول، والعيال بيجروا في الشارع…
بس ندى، كانت قاعدة قدام الشباك،
وكل اللي بتشوفه…
كان شباك رغدة…
مفتوح لأول مرة.
اكتشاف المزيد من ترند مصر
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.