شباك في الحي

شباك في الحي

الفصل الخامس: زيارة الضابط


الساعة كانت 8 ونص الصبح، يوم الاتنين.
ندى صحيت على صوت حركة مش طبيعية في الشارع…
سيارات كتير راكنة، ناس واقفة، وهمسات بين الجيران، وكأن “حد مهم” داخل الحارة.

قامت بسرعة ووقفت عند الشباك، الستارة مرفوعة من ليلة امبارح، ولسه ما كتبِتش في الكراسة ولا سطْر.

فيه عربية ملاكي سودا، رقمها غريب، مش من الحي.
وراجل نزل منها…
لابس بدلة وكرافات، وبصحبته ضابط لابس مدني.

وشه مش غريب…
ندى فكرت شوية…
آه! ده الضابط اللي جه من شهر وقت حادثة البنت اللي اتخطفت من الحتة اللي ورا المدرسة!


الناس اتجمعت، زي دايمًا.
وأول ما نزل الضابط، بدأ يسأل:

– “مين هنا اسمه مازن؟ ولد صغير بيشتغل في بقالة عم سيد؟”

ندى قلبها وقع.
مازن تاني؟
إيه اللي جابه في السيرة؟


عم سيد خرج بسرعة من المحل، لابس جلابية مش مكويّة، وقال بصوت باين عليه التوتر:
– “أيوه يا باشا، مازن ده العيل اللي عندي… بس مالوش دعوة بحاجة، ده غلبان.”

الضابط بص له ببرود وقال:
– “هنقرر إحنا ده يا حاج… هو فين؟”

الناس بدأت تهمس.
ندى ما قدرتش تمسك نفسها، لبست طرحتها بسرعة، ونزلت قبل ما أمها تسألها رايحة فين.


وسط الزحمة، حاولت تقرب، لحد ما وصلت للضابط، وقالت له:
– “حضرتك بتدور على مازن ليه؟”

بصّ لها، وعينيه اتحركت بسرعة كأنه بيحللها في ثواني.
– “وإنتي تعرفيه؟”

– “أيوه، شفته وهو بيتضرب من عم سيد امبارح… وبصراحة، الولد ما سرقش، وكل الناس هنا شهود.”

الضابط هز راسه، وقال بهدوء:
– “الموضوع مش سرقة يا آنسة.
فيه بلاغ من وحدة اسمها رغدة، بتقول إن في حد بيتجسس عليها…
وآخر حد كانت شاكه فيه، هو مازن.”


ندى اتصدمت.
رغدة؟
إزاي؟!
يعني بعد ما الدنيا كلها سايبة، مازن هو اللي فجأة بقى “خطر”؟

قلبها بيقول لأ، بس الموقف بيقول حاجة تانية.

– “حضرتك، ممكن أتكلم معاه قبل ما تاخدوه؟”
الضابط فكر، وبعدين قال:
– “لو لقيته، تعالي كلمي معاه. بس لو الموضوع طلع صح، البلاغ هيبقى رسمي.”


مازن كان مستخبي…
ندى عرفت تلاقيه بعد ساعة، جنب السلم اللي ورا فرن العيش.
وشه باهت، عينيه باين فيها الذعر، مش الخوف.

– “إنت عملت حاجة يا مازن؟”
– “أنا؟! أنا حتى ما شفتهاش من ساعة خناقة أبويا… أنا كنت نايم عند عمي في الورشة من امبارح!”

ندى صدقته، بس المشكلة دلوقتي أكبر من إنها تحكيها في كراسة.
الموضوع داخل في قانون، وضابط، وبلاغ.


رجعت ندى البيت، وقعدت قدام الشباك، وكتبت:

“رغدة، اللي عمرها ما فتحت شباكها، فجأة اتكلمت.
والولد اللي عمره ما نطق بكلمة زيادة، فجأة بيتّهموه.
الدنيا غريبة…
وحيّنا، بقى فيه ناس بتشاور على البرئ وتسيب الحقيقي.”


اكتشاف المزيد من ترند مصر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك رد