شباك في الحي

شباك في الحي

الفصل السابع: اختفاء سما


الجمعة اللي فاتت، سما كانت قاعدة معايا في الأوضة.
زي كل مرة، بتفتح الشباك جنبي، تحط رجل على رجل، وتتكلم كأنها صاحبة المكان.

– “انتي لسه بتكتبي في الكراسة دي؟”
– “أيوه، بحاول ألملم الحكايات…”
– “وانتي فاكرة إن الناس عايزة حد يلم حكاياتها؟ الناس عايزة تنساها.”
– “بس في ناس ما تعرفش تعيش من غير الحكايات.”
– “وانتي؟”
– “أنا منهم.”

ضحكت، وقالت:
– “يلا يا بنتي، كفاية رومانسية… دي الحارة، مش فيلم!”


ومن ساعتها… سما اختفت.

عدّى يوم، ورا يوم، ورا يومين…
لا صوتها، لا خبطتها، لا ضحكتها.

أمها بتسأل الجيران:
– “شافتوا بنتي؟”
– “خرجت إمتى؟”
– “مع مين؟”

محدش عارف.
ولا حتى أنا.


بس أنا حاسّة إن غيابها مش طبيعي.
سما مش من النوع اللي يسكت، ولا يبعد، ولا يهرب.

والأهم… إنها كانت بدأت تسألني أسئلة غريبة آخر مرة.

سألتني عن رغدة
عن مازن
وسألتني:
– “تحسي إن في حاجة غلط في الحي؟”

وقتها افتكرت إنها بتهزر…
لكن دلوقتي؟ لأ.


قررت أبدأ أدور.
مش بالكلام… بالكراسة.

رجعت ورا شوية، قرأت اللي كتبته من أسبوعين.
لقيت حاجة غريبة.

“سما قالتلي إنها شافت الراجل اللي بيروح لرغدة… واقف قدام محل عم سيد، وبيكلم شخص في التليفون بصوت عالي، وبيقول:
– “خليها تفضل ساكتة… لحد ما نقرر إحنا هنعمل إيه.”

سما قالتلي: أنا شاكّة فيه… بس مش قادرة أحدد ليه.”


يعني سما شافت حاجة.
يعني فيه رابط بين رغدة، مازن، وسما.
يعني الناس اللي بتختفي أو بيتبلّغ عنهم، مش صدفة.


نزلت تحت البيت، دورت على عم حنفي بتاع الفول…
سألته:
– “شُفت سما الأيام اللي فاتت؟”

بصّلي وقال:
– “أيوه، شُفتها من تلات أيام، كانت واقفة بتتكلم مع واحد غريب… مش من الحي، شكل محترم كده، وكان بيديها ظرف.”

– “ظرف؟!”
– “أيوه، ظرف صغير، وهي خدتُه ومشيت على طول.”


رجعت البيت، وأنا قلبي بيتنفض.
فيه طرف خيط، بس مفيش حد بيشدّه غيري.

قعدت أكتب:

“سما مش مفقودة… سما تم سحبها من الحكاية.

مش يمكن، علشان عرفت اللي ما ينفعش يتعرف؟

وكل ده، وأنا كنت فاكرة إنّي بتفرج…

بس يمكن… الحكاية كلها عني.”


اكتشاف المزيد من ترند مصر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك رد