مراحل حياة سيدنا يوسف عليه السلام: قصة صبر وإيمان

سيدنا يوسف عليه السلام هو أحد الأنبياء الذين ذكرهم القرآن الكريم، وقصته مليئة بالعبر والدروس التي تجسد الصبر، الإيمان، وحكمة التدبير الإلهي. تبدأ حياته برؤيا مدهشة وتستمر بمحن عظيمة، لتنتهي بالتمكين والنصر.

1. الطفولة والرؤيا الصادقة

• رؤيا يوسف: بدأ الأمر عندما رأى يوسف عليه السلام رؤيا عظيمة في صغره، حيث قال:
  {إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ} (يوسف: 4).
  كانت هذه الرؤيا مؤشرًا لما سيحدث لاحقًا في حياته، فأوصاه والده يعقوب عليه السلام بعدم إفشائها لإخوته خوفًا من الحسد.
• غيرة الإخوة: غار إخوة يوسف منه بسبب حب يعقوب الشديد له، وقرروا التخلص منه. قالوا:
  {اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ} (يوسف: 9).

2. المحنة الأولى: إلقاؤه في البئر

• قرر الإخوة التخلص منه برميه في البئر.
  {فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ} (يوسف: 15).
• الدم الكاذب: عاد الإخوة إلى أبيهم بقميص يوسف ملطخًا بالدم الكاذب، ليبرروا غيابه.
  {وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ} (يوسف: 18).
• إنقاذه من البئر: مرت قافلة وأخرجته من البئر، ثم بيع عبدًا لرجل عزيز مصر.
  {وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ} (يوسف: 20).

3. في بيت العزيز: اختبار الإيمان

• نشأ يوسف في بيت العزيز وأصبح ذا مكانة، لكنه تعرض لمحنة أخرى عندما راودته زوجة العزيز عن نفسه.
  {وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ} (يوسف: 23).
• براءة يوسف: عندما حاول الفرار، تمزق قميصه من الخلف، وأثبت هذا براءته.
  {إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ} (يوسف: 27).
• رغم ذلك، سُجن ظلمًا، لكنه بقي صابرًا محتسبًا.

4. في السجن: دعوة وتفسير الأحلام

• أثناء سجنه، عُرف يوسف بقدرته على تفسير الأحلام. فسّر حلمي زميليه في السجن، مما أكسبه سمعة حسنة.
  {يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا وَأَمَّا الْآخَرُ فَيُصْلَبُ} (يوسف: 41).
• وصل خبره إلى الملك الذي طلب منه تفسير رؤياه.
  {إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ} (يوسف: 43).
• فسّر يوسف الحلم، مشيرًا إلى وقوع سبع سنوات من الرخاء تليها سبع سنوات من الجفاف.

5. التمكين في مصر

• بعد أن أثبت براءته، نال يوسف مكانة عظيمة لدى الملك، وأصبح مسؤولًا عن خزائن الأرض.
  {اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ} (يوسف: 55).
• بدأت مصر تشهد ازدهارًا بفضل تدبير يوسف الحكيم أثناء سنوات الرخاء والجفاف.

6. لقاء الإخوة والعفو عنهم

• خلال سنوات الجفاف، جاء إخوة يوسف لطلب الطعام دون أن يعرفوه.
  {فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ} (يوسف: 58).
• أخيرًا، كشف عن هويته وعفا عنهم.
  {قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ} (يوسف: 92).

7. إعادة البصر ليعقوب عليه السلام

• أرسل يوسف قميصه إلى أبيه يعقوب عليه السلام ليرد إليه بصره.
  {اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هَذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيرًا} (يوسف: 93).

8. اجتماع الأسرة في مصر

• دعا يوسف والديه وإخوته للإقامة معه في مصر.
  {وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا} (يوسف: 100).

العبرة من قصة يوسف عليه السلام

قصة يوسف عليه السلام تمثل انتصار الصبر والإيمان، وتظهر كيف يتحقق وعد الله تعالى في النهاية مهما بلغت الصعوبات. يعلمنا يوسف الصدق، العفة، التسامح، والتوكل على الله.
الدروس المستفادة من قصة قميص يوسف

دروس في الأمل والصبر
قصة قميص يوسف تعكس أن الفرج قريب مهما اشتدت المحن، وأن الله يفتح الأبواب حين يظن الناس أن لا مخرج.

الصدق هو النجاة
القميص كان شاهدًا على صدق يوسف في كل موقف، مما يعلّمنا أن الحق دائمًا يظهر مهما طال الزمن.

الاعتماد على الله
سواء في البئر أو في السجن أو في القصر، كان الله مع يوسف، والقميص رمز لهذه المعية الإلهية.
معجزة ذكر اسم هامان في القرآن الكريم: اكتشاف علمي يدهش العالم
جورج جونيور: أصغر شخص يُعدم في تاريخ الولايات المتحدة