العراق يعارض استخدام أجوائه لضرب إيران بشدة

العراق يعارض استخدام أجوائه لضرب إيران بشدة

العراق يعارض بشدة استخدام مجاله الجوي للهجمات على إيران

أكد مستشار الأمن القومي العراقي، قاسم الأعرجي، معارضة العراق الشديدة لاستخدام أجوائه في شن هجمات على إيران أو أي دولة أخرى في المنطقة. تأتي هذه التصريحات في إطار لقاء جمعه بالملحق العسكري الإيراني في بغداد، اللواء ماجد قليبور، حيث ناقش الطرفان سبل تعزيز التعاون الأمني والاستقرار على الحدود وتفعيل مذكرات التفاهم المشتركة.

العراق يعارض بشدة استخدام مجاله الجوي للهجمات على إيران

يأتي هذا التأكيد في ظل التوترات المتزايدة في المنطقة، خاصة بعد تصريحات إيرانية تشير إلى استغلال إسرائيل المجال الجوي الذي تسيطر عليه الولايات المتحدة في العراق لشن هجمات ضد مواقع عسكرية إيرانية. سنلقي الضوء في هذا المقال على أبعاد هذا الموقف العراقي ودلالاته، وتأثيره على العلاقات الإقليمية والدولية.


دوافع العراق في منع استخدام أجوائه للهجمات

  • الحفاظ على سيادة الأراضي العراقية: يُعد الالتزام بسيادة العراق على أراضيه ومجاله الجوي أولوية عليا، ويعكس رفض العراق لأي تدخل أجنبي أو استغلال لأجوائه دون موافقته. بغداد ترى أن السماح باستخدام أجوائها في شن هجمات ينتهك سيادتها، ويهدد أمنها القومي.
  • السعي لتعزيز الاستقرار الإقليمي: في منطقة تعاني من توترات متواصلة، تسعى الحكومة العراقية إلى تقديم نفسها كداعم للاستقرار، ويأتي رفض استخدام مجالها الجوي لأغراض عدائية ضمن استراتيجيتها لبناء علاقات ودية مع دول الجوار، بما فيها إيران.
  • التزام العراق بالقوانين الدولية: يمثل هذا الموقف العراقي التزامًا بالقوانين الدولية التي تمنع استخدام أراضي وأجواء الدول ذات السيادة في شن هجمات على دول أخرى، مما يعكس رغبة بغداد في لعب دور إيجابي على الساحة الدولية.

اللقاء بين الأعرجي وقليبور: تعزيز التعاون الأمني

التقى مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي مع الملحق العسكري الإيراني اللواء ماجد قليبور، حيث ناقشا تعزيز التعاون الأمني بين البلدين. تضمنت النقاشات تعزيز الاستقرار في المناطق الحدودية، وتفعيل مذكرات التفاهم بين البلدين للسيطرة على الحدود والحد من نشاطات التهريب والإرهاب.

ركز اللقاء على النقاط التالية:

  • تفعيل مذكرات التفاهم الأمنية: تم الاتفاق على تفعيل الاتفاقات الأمنية الموقعة بين العراق وإيران، بما يعزز السيطرة على الحدود المشتركة، ويحد من التحركات غير المشروعة.
  • مواصلة التعاون في مكافحة الإرهاب: تأتي هذه الجهود ضمن إطار التعاون المتبادل لمكافحة الإرهاب والتصدي لتهريب الأسلحة والبضائع بين البلدين.

بهذا السياق، أكدت بغداد مراراً على أهمية التعاون مع طهران لضمان أمن الحدود المشتركة ومنع أي نشاطات تهدد الاستقرار في المنطقة.


تأثير التدخلات الأمريكية والإسرائيلية على الموقف العراقي

يشهد الموقف العراقي الحيادي تجاه الصراعات الإقليمية تحديات مستمرة، خاصة مع تزايد التدخلات الأجنبية في المنطقة. وفقًا لتصريحات إيرانية، فإن الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على أراض إيرانية قد تمت عبر المجال الجوي العراقي الذي تسيطر عليه الولايات المتحدة.

  • التوتر الإيراني الأمريكي: ترى إيران أن وجود القوات الأمريكية في العراق يمكن أن يسهم في تهديد الأمن القومي لدول الجوار، خاصةً إذا استُغل هذا الوجود لتسهيل هجمات إسرائيلية ضدها.
  • العلاقات العراقية الأمريكية: يعد العراق أحد الحلفاء الاستراتيجيين للولايات المتحدة، ومع ذلك، يسعى العراق إلى التوازن في علاقاته، إذ يحرص على التعاون الأمني مع واشنطن من جهة، وتجنب التورط في نزاعات إقليمية قد تنعكس سلبًا على استقراره.

على الرغم من دعم العراق للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لمكافحة الإرهاب، إلا أن بغداد ترفض أي استغلال لأراضيها وأجوائها في شن هجمات أو أعمال عدائية، وهو ما يعكس مساعي الحكومة لتحقيق توازن في سياستها الخارجية.


تفاعل المجتمع الدولي مع موقف العراق

يحظى الموقف العراقي بدعم دولي من عدة أطراف، وخاصة من الأمم المتحدة التي تلقت رسالة احتجاج من العراق على استخدام أجوائه في الهجمات على إيران. أعرب العديد من الدول عن قلقها من تصاعد التوترات في المنطقة، وأشادت بموقف بغداد الحيادي وحرصها على تجنب الانخراط في صراعات قد تضر بالاستقرار الإقليمي.

دور الأمم المتحدة في تعزيز السيادة الإقليمية

بمجرد تقديم بغداد رسالة احتجاج إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، ومجلس الأمن، أعربت الأمم المتحدة عن تفهمها لمخاوف العراق وضرورة حماية سيادته.

تعتبر هذه الخطوة من العراق دعوة لتفعيل دور الأمم المتحدة في فرض احترام القوانين الدولية، ومنع استخدام الأجواء السيادية لدول المنطقة في النزاعات المسلحة، مما يشير إلى رغبة العراق في توجيه المجتمع الدولي إلى دعم قراراته السيادية.


نتائج وآثار الموقف العراقي على الصعيد الإقليمي

يمثل رفض العراق لاستخدام مجاله الجوي في شن هجمات على دول أخرى، خاصة إيران، موقفًا حاسمًا يسهم في تهدئة التوترات الإقليمية، ويحافظ على علاقاته مع كل من طهران وواشنطن. هذا الموقف يعزز كذلك دور العراق كوسيط سلام محتمل في المنطقة، ويعكس رغبته في بناء جسر من التعاون والثقة بين الدول المجاورة.

  • تعزيز علاقات التعاون مع دول الجوار: من خلال اتخاذ موقف واضح تجاه أي تدخل خارجي، يعزز العراق مكانته كطرف يسعى إلى تحقيق السلام، ويعيد بناء الثقة بينه وبين دول الجوار.
  • الحد من مخاطر التصعيد العسكري: يشكل هذا الموقف تحذيرًا لأي قوى خارجية تسعى لاستخدام الأجواء العراقية لتحقيق أهدافها العدائية، ويعزز التزام بغداد بمساعي السلام.

الخاتمة

يعد الموقف العراقي الرافض لاستخدام أجوائه في الهجمات على دول أخرى تجسيدًا لالتزام بغداد بالسلام والسيادة. هذا الموقف يسهم في توجيه رسائل حاسمة إلى المجتمع الدولي بضرورة احترام سيادة الدول وعدم استغلال أراضيها في النزاعات الإقليمية. كما يعكس التزام العراق بمبادئ القوانين الدولية، ويسهم في تعزيز الاستقرار الإقليمي.

في الوقت الذي تسعى فيه بغداد إلى تفعيل دورها كوسيط سلام في المنطقة، تبقى التحديات قائمة أمام العراق لضمان أن تظل سيادته مصونة، وأن يُستخدم مجاله الجوي فقط فيما يعزز الأمن والسلام في المنطقة.


اكتشاف المزيد من ترند مصر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك رد